تألق برازيلي لافت وحضور عربي خجول في الجولة الأولى لدوري المجموعات في "الشامبيونز ليج

في انطلاقة مرحلة المجموعات في النسخة رقم 57 لدوري أبطال أوربا , أقيمت 16 مباراة على مدار يومي الثلاثاء و الأربعاء في المجموعات الثماني للبطولة الأهم و الأغلى و الأقوى على مستوي الأندية في العالم.

كبار القارة العجوز يخطبون ود اللقب الثمين الذي يحصل الفريق الفائز به على ما يقرب من 40 مليون يورو بعد أن رفع الإتحاد الأوربي لكرة القدم جوائز البطولة هذا العام لتصل إلي مليار يورو.


تألق الكبار و الإنتر استثناء

حقق ريال مدريد صاحب الرقم القياسي في الفوز بالبطولة (9 مرات) فوزاً ثميناً خارج قواعده على دينامو زغرب الكرواتي في المجموعة الرابعة , أما ميلان الإيطالي الذي حقق اللقب 7 مرات فقد عاد بالتعادل الأغلى خلال هذه الجولة من أرض برشلونة الأسباني (حامل اللقب) في المجموعة الثامنة.

10 من الأندية التي تشارك في هذا الدور و سبق لها تذوق طعم البطولة حققت نتائج إيجابية سواء بالفوز أو التعادل ( 4 انتصارات و 6 تعادلات) فيما خرج انتر ميلان الإيطالي الذي حقق اللقب في ثلاث مناسبات أخرها الموسم قبل الماضي, خرج عن هذه القاعدة و تلقي خسارة مؤلمة و مفاجأة أمام ضيفه طرابزون سبور التركي على ملعب جيوزيبي مياتزا في مدينة ميلان في المجموعة الثانية .


حصيلة أهداف متواضعة


32 هدفاً شهدتها ملاعب 14 عاصمة و مدينة أوربية (متوسط هدفين في المباراة الواحدة), الملعبين الوحيدين اللذين حُرم فيهما الجمهور من مشاهدة الأهداف كانا ملعبي فينيكس بمدينة جينك البلجيكية في لقاء جينك و ضيفة فالنسيا الأسباني و كذلك ملعب أمستردام أرينا في العاصمة الهولندية الذي شهد تعادل العملاق الهولندي أياكس مع ضيفه ليون الفرنسي.


أهداف هذه الجولة شهدت تفوق واضح للشوط الثاني على الشوط الأول كعادة معظم البطولات الكبرى , حيث شهد النصف الأول من المواجهات الستة عشر تسجيل 11 هدفاً فقط مقابل 21 في النصف الثاني, كانت انطلاقة دوري المجموعات في النسخة الماضية قد شهدت تسجيل 44 هدفاً بواقع 25 في أشواط اللاعبين و 19 فقط في أشواط المدربين.


فوارق لا تكاد تُذكر


8 انتصارات و مثلها من التعادلات خلال مباريات هذه الجولة , رقم يؤكد تقارب المستويات و الندية الكبيرة بين الأندية المتنافسة من كل الدول بعيداً عن التاريخ و الجغرافيا,الانتصارات الثمانية تحقق نصفها خارج القواعد , حيث عاد ريال مدريد من ملعب ملعب ماكسيمير بمدينة زغرب الكرواتية بفوز غال على دينامو بهدف الأرجنتيني أنخيل دي ماريا, وهو ما تكرر في مدينة بيرايوس اليونانية التي تفوق فيها مارسليا الفرنسي على مضيفه أولمبياكوس اليوناني بهدف المهاجم الأرجنتيني لوتشيو جونزاليس على ملعب كارايساكي وفي حضور أكثر من 33 ألف من أنصار الفريق الأحمر.

وعلى نفس نهج عملاق العاصمة مدريد و محبوب عاصمة الجنوب الفرنسي سار فريق طرابزون التركي الذي أدمي قلوب الرئيس ماسيمو موراتي و جماهير الإنتر بفوز صاعق بفضل هدف المدافع التشيكي أوندري سيلوستكا الذي هز به شباك الحارس البرازيلي خوليو سيزار قبل ربع ساعة من نهاية اللقاء , أما كبير كرة القدم الألمانية بايرن الذي حقق اللقب في أربع مناسبات فلم يكتفي بهدف نجمه اليافع توني كروس في شباك حارس فياريال دييجو لوبيز بل عمق جراحه بهدف أخر جاء بتوقيع المدافع البرازيلي رافينها.


تقارب المستويات يؤكدها أيضاً عدم زيادة فارق الأهداف في المباريات التي شهدت تفوق أحد الأطراف على الطرف الأخر, عدم زيادة هذا الفارق عن هدفين,حيث فاز تشيلسي الإنجليزي على بايرليفركوزين الألماني (2-0) وهي نفس النتيجة التي حققها العملاق البافاري في رحلته الظافرة إلي ملعب المادريجال عندما أغرق "الغواصة الصفراء" بهدفين أيضاً, أما باقي مرات الفوز فكان الفارق فيها هدف وحيد .


نجوم الدفاع و الوسط ينافسون المهاجمون


أهداف هذه الجولة توزعت بين لاعبي الخطوط الثلاثة , حيث سجل المهاجون 17 هدفاً مقابل 10 أهداف للاعبي الوسط و 5 للمدافعين الذين لم يكتفوا بالدفاع عن شباك أنديتهم بل تقدموا و نجحوا في التسجيل,خماسي الخط الخلفي البرازيلي ديفيد لويز (تشيلسي الإنجليزي) و مواطنيه تياجو سيلفا (ميلان الإيطالي) و رافينها (باير ميونخ الألماني) و معهم الصربي ألكسندر كولاروف (مانشستر سيتي الإنجليزي) و التشيكي أوندري سيلوستكا (طرابزون سبور التركي) هم من نجحوا في التسجيل خلال هذه الجولة رغم أنهم يلعبون في مراكز الدفاع.


تألق نجوم السامبا


10 أهداف سجلها النجوم البرازيليين من مجموع 24 هدفاً زار بها النجوم الأجانب في أندية القارة العجوز الشباك خلال هذه الجولة,باقي الأهداف توزعت بين 12 جنسية أوروبية و لاتينية و حتى إفريقية بواقع هدفين لنجوم الأرجنتين و مثلهما لنجوم كوت ديفوار جاءا عبر سيدو دومبيا مهاجم سسكا موسكو الروسي و النجم الوحيد الذي زار الشباك مرتين خلال هذه الجولة بالإضافة لهدف وحيد لنجوم دول (أسبانيا , كرواتيا,هولندا,سلوفاكيا,صربيا,ويلز, التشيك, أورجواي, بارجواي و السنغال).

أما النجوم المحليين فقد سجلوا 8 أهداف فقط بواقع هدفين لنجمي برشلونة بيدرو رودريجيز و دافيد فيا و آخرين لمهاجما بازل السويسري فابيان فيري و أليكسندر فيري في اللقاء الذي شهد تسجيل ماريوس بينا الهدف الوحيد لفريق أوتيلول جالاتي الروماني ,وهدف وحيد أيضا لكلاً من كونستانتين زوريانوف متوسط ميدان زينيت سانت بطرسبرج الروسي وتوني كروز لاعب وسط بايرن ميونخ الألماني و بينوا بيدريتي لاعب وسط ليل الفرنسي في شباك سسكا موسكو الروسي.


أصغر و أكبر المسجلين


إذا كان البرازيلي الشاب كليبر مهاجم بورتو البرتغالي البالغ من العمر 21 عاماً (2 مايو 1990) هو أصغر المسجلين في هذه الجولة بالهدف الثاني الذي زار به شباك الكسندر ريبكا حارس مرمي فريق شاختار دونيتسك الأوكراني, فإن النجم الويلزي المخضرم رايان جيجز البالغ من العمر 37 عاماً هو أكبر المسجلين في هذه الجولة و في تاريخ دوري الأبطال بالهدف الذي سجله في الدقيقة 42 في مرمي أرثر مواريس حارس الفريق الأحمر و رد به على تقدم أصحاب الأرض بهدف البارجوياني أوسكار كاردوزو في الدقيقة 24 و أنقذ عناصر المدرب الأسكتلندي أليكس فيرجسون من الخسارة في اللقاء الذي جمع الفريقين العريقين على ملعب النور في المجموعة الثالثة.


المجموعة السابعة بلا تعادل والثامنة بلا فوز


6 مجموعات من مجموعات هذا الدور الثماني شهدت تحقيق فوز و تعادل, المجموعة السابعة هي الوحيدة التي لم تعرف نتيجة التعادل طريقاً إليها و إنتهي كلا لقاءيها بفوز أبويل نيقوسيا القبرصي على زينيت سان بطبرسبرج الروسي (2-1) و بورتو البرتغالي على شاختار دونيتسيك الأوكراني بنفس النتيجة, أما المجموعة الثامنة فهي الوحيدة التي لم تشهد تفوق أحد أطراف لقاءيها على الطرف الأخر و انتهى لقائي برشلونة الأسباني مع ميلان الإيطالي بالتعادل (2-2) و فيكتوريا بلزن التشيكي مع ضيفه باتي بوريسوف من روسيا البيضاء (1-1).


هدفين للبدلاء


البديلان إيفان بيريسيتش لاعب وسط فريق بروسيا درتموند الألماني و منتخب كرواتيا و المدافع البرازيلي رافينها لاعب فريق باير ميونج, نجحا في زيارة الشباك رغم أنهما لم يبدءا لقائي فريقيهما ضد أرسنال الإنجليزي و فياريال الأسباني كأساسيين, حيث أنقذ الأول فريقه من الخسارة قبل دقيقتين من صافرة حكم اللقاء الإيطالي جيان لوكا روكي بعد أن دفع به المدرب يورجن كلوب بدلاً من زميله كيفين جروسكروتز في الدقيقة 69, فيما عزز الثاني تقدم رجال المدرب الخبير يوب هينكيس بعد أن دفع به بدلاً من زميله البلجيكي المصاب فان بوتين بعد 24 دقيقة من انطلاق اللقاء الذي أداره الدولي التركي كونيت ساكير.


أندية انجلترا لم تعرف الخسارة


4 أندية إنجليزية بلغت هذا الدور وحققت نتائج إيجابية تمثلت في تحقيق تشيلسي لفوز ثمين على باير ليفركوزين الألماني (2-0) و تعادلين بطعم الفوز لمانشيستر يونايتد مع بنفيكا البرتغالي و أرسنال مع بروسيا درتموند الالماني بنفس النتيجة (1-1), أما الفريق الرابع مانشستر سيتي فقد حقق تعادل بطعم الخسارة على أرضه أمام نابولي الإيطالي بنفس النتيجة.

الدولة الأوربية الثانية التي تشارك بنفس عدد الأندية في هذا الدور كانت أسبانيا التي حققت نتائج أقل بعودة عملاقها الريال بفوز غال خارج قواعده أمام دينامو زغرب الكرواتي في المجموعة الرابعة و تعادل فالنسيا سلبياً مع جينك البلجيكي في المجموعة الخامسة, فيما كان تعادل برشلونة (حامل اللقب) مخيباً مع الميلان في كامب نو في المجموعة الثامنة وهو نفس حال فياريال الذي خسر على أرضه وبين جماهيره أمام باير ميونخ الألماني (0- 2) في المجموعة الأولي.


الثلاثي الألماني المشارك في هذا الدور تفوق على الثلاثي الإيطالي خلال هذه الجولة , حيث حققت أندية ألمانيا التي أحرزت اللقب في خمس مناسبات فوز وحيد لزعيمها البايرن صاحب الألقاب الأربع على فيالريال الأسباني خارج قواعده وتعادل بروسيا درتموند صاحب اللقب الوحيد على أرضه مع أرسنال الإنجليزي ,فيما خسر باير ليفركوزين أمام تشيلسي في لندن.

أما الأندية الإيطالية التي فازت باللقب في 12 مناسبة فقد حققت تعادلين لميلان صاحب الألقاب السبع مع برشلونة خارج قواعده و نابولي أمام مانشستر سيتي الإنجليزي خارج قواعده أيضاً فيما سقط الإنتر الذي حقق ثلاثة ألقاب على أرضه و بين جماهيره أمام طرابزون سبور التركي في اكبر مفاجآت هذه الجولة.


حضور عربي خجول


على عكس زملاءهم الأفارقة وحتى الآسيويين غاب النجوم العرب عن مشهد افتتاح دوري المجموعات إلا قليلاً, فلم يسجلوا أي هدف و لم يشارك منهم أي لاعب كأساسي في المباريات الستة عشر باستثناء لاعب الوسط الجزائري جمال عبدون الذي لعب لقاء فريقه أولمبياكوس اليوناني ضد مارسيليا الفرنسي,أما النجوم محمد زيدان المصري و مروان الشماخ المغربي فقد شاركا كبديلين و في دقيقة واحدة هي (86) في لقاء ملعب سيجنال أدونا بارك بمدينة درتموند الألمانية بين بروسيا درتموند الألماني و أرسنال الإنجليزي, حيث دفع يورجن كلوب بزيدان بدلاً من زميله الياباني شينجي كاجاوا و أشرك المدرب الفرنسي لأرسنال الشماخ بدلاً من زميله الهولندي روبين فان بيرسي.

أما عن النجوم ذوي الأصول العربية الحاصلين على جنسيات بلدان أوروبية فقد شارك منهم الجزائريون الذين يحملون الجنسية الفرنسية, سمير نصري مع فريقه مانشسترسيتي الإنجليزي ضد نابولي الإيطالي وكريم بن زيما مع ريال مدريد الأسباني ضد دينامو زغرب كأساسيين فيما شارك اليافع أسحق عبدالفضيل كبديل في لقاء فريقه ليون الفرنسي أمام أياكس الهولندي, أما المغربي عادل رامي الذي يحمل الجنسية الفرنسية أيضاً فقد لعب كأساسي مع فريقه فالنسيا الأسباني ضد جينك البلجيكي بينما شارك إبراهيم أفلاي الذي يحمل الجنسية الهولندية بدلاً من زميله ديفيد فيا في الدقيقة 85 من لقاء برشلونة ضد وميلان .