"بودبوز يعتبر اللاعب الأكثر موهبة في المنتخب، ولا يدهشني تتويجه بلقب الكرة الذهبية"
كيف هي حالتك الصحية بعد الإصابة التي تعرضت إليها مع المنتخب الوطني على مستوى العضلات المقربة؟
في الحقيقة هذه الإصابة تعرضت إليها قبل ذلك بكثير أعني بذلك قبل التحاقي بالمنتخب الوطني حيث كنت أشعر ببعض الآلام على مستوى العضلات المقربة، أظن أنها جاءت بعد الإرهاق الذي كنت أعاني منه، بالمقابل أظن أن أرضية ملعب 5 جويلية أثرت عليّ أيضا لذلك لم أشأ المغامرة بحالتي الصحية وفضّلت الخروج بعد نهاية المرحلة الأولى حتى لا تصبح الإصابة أكثر خطورة.
لعبت المباراة بأكملها أمام أوكسير، هل يمكن القول إنك تماثلت إلى الشفاء بشكل نهائي؟
نعم، الأمور سارت عل أحسن ما يرام أمام أوكسير، من الناحية البدنية أشعر بتحسن كبير ولو أني أعترف بأنه كان بوسعي تسجيل هدفين على الأقل في تلك المباراة.
ضيّعت هدفين محققين، ما هو سبب ذلك حسب رأيك؟
أعتقد أن ذلك راجع إلى التسرع وسوء الحظ في الوقت نفسه كما أن ذلك قد يكون راجعا إلى أننا كنا نلعب تحت الضغط نظرا لحاجتنا الماسة لتحقيق نتيجة إيجابية في هذه المباراة المهمة أمام أوكسير، أنا أضاعف العمل خلال الحصص التدريبية مقارنة بالسابق وهذا حتى أسترجع كامل لياقتي وفعاليتي هذا الأسبوع أمام نادي تولوز (المباراة جرت أمس).
لنعد إلى الحديث عن المنتخب الوطني، إلغاء لقاء الكامرون أزعج الجميع هل أزعجك أنت أيضا؟
بطبيعة الحال، الجميع يعلمون بأنّ منتخب الكامرون له تاريخ عريق في كرة القدم الإفريقية لهذا كنا نرغب فعلا في لعب هذا المواجهة والاحتكاك بهذا المنتخب الكبير، صحيح أنه لم يتأهل إلى كأس أمم إفريقيا مثلنا لكنه كان سيكون أفضل لو لعبنا أمام منتخب قوي مثل الكامرون الذي يضم لاعبين كبار مثل صامويل إيتو وآخرون.
لقد تأسفت كثيرا، أليس كذلك؟
أمر واضح أن أتأسف خاصة أننا تلقينا الخبر في الدقيقة الأخيرة، كنا مركزين على هذه المباراة إلى أقصى درجة قبل أن نتلقى الخبر السيئ، ثم أن ذلك كان قرارهم، أكيد أنه لديهم أسبابهم الخاصة ويجب احترامهم رغم كل شيء.
الجزائر حققت سلسلة من النتائج الإيجابية ولم تنهزم في آخر ثلاث مباريات، هل يُعتبر ذلك مؤشرا على استفاقة المنتخب؟
بالضبط، وأعتقد أن المدرب حليلوزيتش له دور كبير في ذلك فقد قدّم إلى الفريق طريقة عمل جديدة ترتكز أساسا على أن ندافع جميعا عن منطقتنا مع التقدّم إلى الأمام، نعلم جيدا بأننا نملك لاعبين يتمتعون بإمكانات عالية من الناحية الفنية ونعلم أيضا بأننا في تحسّن مستمر خاصة أنّ المدرب يحاول دائما وضع تشكيلة تعتمد على النزعة الهجومية، الأمر الذي يجعلنا نخلق العديد من فرص التهديف، وقد أعطى ذلك ثماره حيث أننا تمكنا من تسجيل أهداف في المباريات الأخيرة.
هذه الطريقة ساعدتك كثيرا بما أنك أمام أوكسير كنت كثير الحركة رغم عدم تسجيلك أي هدف، ما رأيك؟
مثلما سبق أن قلت اللعب خلف المهاجمين يعتبر المنصب المفضل لدي، بعد ذلك يمكنني القيام بأي دور فوق الميدان، ليس هناك أي مشكل.
منتخب غامبيا سيكون المنافس القادم للمنتخب الوطني في مباراة رسمية، هذا المنتخب لن يمنعكم من التأهل إلى كأس إفريقيا للأمم 2013 أليس كذلك؟
صراحة، ليست لدي أي فكرة عن مستوى هذا المنافس، لكن من أجل تفادي أي مفاجأة غير سارة يجب أن نحضّر أنفسنا كما ينبغي تحسبا لهذا الموعد، ويجب أن لا نقلّل من قيمة المنافس مهما كان الأمر، في إفريقيا اللعب خارج القواعد يعتبر صعبا للغاية لذلك يجب توخي الحذر دائما والحفاظ على تركيزنا واللّعب بالطريقة نفسها التي لعبنا بها أمام تونس خاصة فيما يتعلق بالاندفاع والفعالية.
ماذا عن اللاعب فغولي الذي التحق بالمنتخب مؤخرا، كيف وجدت تصرفاته مع بقية المجموعة؟
أولا يجب أن أؤكد أننا فعلنا كل شيء حتى نسهّل عليه الاندماج والتأقلم، فقد كان دوما في المجموعة يضحك مع الجميع دون أي إشكال وكأنه كان معنا منذ عدة أشهر، لذا يمكن القول إنّ الأمور سارت على أحسن ما يرام بالنسبة إليه. يجب القول إن اللاعب فغولي يتمتع بإمكانات فردية رائعة، شأنه شأن بودبوز، حيث أنه جزء من مجموعة الشبان الذين يمثلون مستقبل الكرة الجزائرية.
على ذكر بودبوز، بعد المستوى المتواضع الذي ظهر به أمام تانزانيا، الجميع يرى بأنه حفظ الدرس جيدا بعد إبعاده من المنتخب، وظهر ذلك جليا أمام منتخب تونس عندما سجل هدف الفوز...
لقد فرحت كثيرا لصديقي بودبوز، أعتقد أنه كان معاقبا إن صح التعبير بعد عدم التحاقه بتربص ماركوسي بسبب الإصابة، لقد تحدثت معه في عدة مناسبات هاتفيا، وأرسلت له بعض الرسائل القصيرة لتشجيعه ورفع معنوياته، سعدت كثيرا برؤيته مجددا في المنتخب، وكذا لتسجيله الهدف أمام تونس.
ـ ماذا كنت تقول له بالضبط؟
كنت أطلب منه أن يحافظ على لياقته ومردوده مع فريقه سوشو، وأني لم أقلق كثيرا بشأنه لأني كنت أعلم أنه سيعود إلى المنتخب، أعرف جيدا المستوى الذي يتمتع به هذا اللاعب الذي أعتبره العنصر الأكثر موهبة في المنتخب.
ـ عندما سجل الهدف، توجه إليك وإلى مبولحي مباشرة لإهدائكما إياه، ماذا كان شعورك؟
لقد كان ذلك أمرا رائعا، خاصة أننا رتبنا ذلك قبل بداية اللقاء، لقد اتفقنا على أن يأتي إلينا بمجرد أن يسجل هدفا حتى نقوم سويا بحركة الرياضي إسان بولت، وهذا ما قمنا به فعلا، وهي حركة قام بها كثيرا في ناديه سوشو.
ـ هل هنأته بعد نهاية المباراة؟
بطبيعة الحال، لقد فرحنا له كثيرا، خاصة أن ذلك كان أول هدف له مع المنتخب الوطني.
ـ بودبوز مرشح للتتويج بالكرة الذهبية للهداف ولوبيتور هذه السنة، أمام مجموعة من اللاعبين الكبار على غرار بوڤرة، يبدة، سوداني، جبور، مصباح ومترف، ما تعليقك؟
مثلما سبق وأن قلت، بودبوز يعتبر لاعبا ممتازا، لديه إمكانات عالية، وتواجده حاليا ضمن اللاعبين المرشحين أمر مستحق بالنسبة إلي، كما أنه يتسابق للتويج بهذا اللقب مع لاعبين ممتازين أيضا، لذلك أعتقد أنه إن كان هو أو لاعب آخر سيتوج بالكرة الذهبية، فسيكون الأمر مستحقا دون نقاش.
ـ هل ترشحه لنيل هذا اللقب؟
صراحة، التتويج بلقب الكرة الذهبية يعتبر مفخرة كبيرة، كل لاعب جزائري يحلم يوما بالتتويج بها، وأنا أيضا أرغب في أن أتوج بها في أحد الأيام، فذلك سيشرفني كثيرا.
ـ لنتحدث عن أمر آخر، هناك العديد من المتتبعين في الجزائر يرون أن الجزائر تملك طاقما فنيا نوعيا، ولديها الفرصة لتحقيق التأهل إلى المونديال، ما تعليقك؟
على كل حال، هذا هو هدفنا الرئيسي، لا يجب أن ننكر ذلك، صحيح أننا نرغب في تحقيق التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، لكن أرى أن التأهل إلى مونديال 2014 لا يجب أن يضيع منا، نعلم أن التصفيات تقترب أكثر، لكننا نؤمن أننا نملك مجموعة تتمتع بإمكانات عالية تسمح لها بتحقيق هذا الهدف.
ـ هل تتحدثون عن هذا الهدف فيما بينكم أنتم اللاعبين في المنتخب؟
بالتأكيد، عموما المدرب يتحدث عن ذلك كثيرا، وقد التحق بالعارضة الفنية من أجل ذلك، اللاعبون الذين كانوا في 2010 يتحدثون عنه أيضا، وإلى حد الآن، مشاركتي في نهائيات كأس العالم الأخيرة تعتبر أحسن ذكرى في مشواري الكروي، إذا تطلب الأمر سأموت فوق الميدان من أجل تحقيق التأهل إلى مونديال 2014 دون تردد.
ـ بودبوز، مجاني، مبولحي، لحسن وأنت لم تشاركوا في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010، أليس لديكم دين تجاه الجمهور الجزائري وإلى بقية زملائكم في المنتخب الذين سمحوا لكم بالمشاركة في المونديال؟
لقد عشت جميع المباريات التي دخلت في إطار التصفيات المؤهلة للمونديال خاصة مباراة المنتخب المصري وأنا متكئ في سريري، وكنت أشعر بالرعشة، الآن، أريد أن أعيش كل هذه اللحظات الجميلة.
الجمهور الذي ساندكم في المواجهة الأخيرة لكم أمام منتخب إفريقيا الوسطى يريد ذلك أيضا، ماذا تقول له؟
نعلم ذلك جيدا، نعلم أيضا أن الشعب الجزائري بأكمله وراءنا، وليضع في ذهنه أنه لدينا دين تجاهه بعد الإقصاء المذل الذي سجلناه بعدم بلوغنا نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2012.
صراحة، كيف عشت الأجواء الاستثنائية السائدة في ملعب تشاكر بالبليدة؟
رغم أنها كانت مواجهة ودية،إلا أن الأجواء كانت خاصة جدا رغم أنه لم تتح لي الفرصة بعد للعب في البليدة، أقول أن الجمهور هناك رائع للغاية، وحتى أكشف لكم عن سر، كان لي حديث مع اللاعب التونسي سايح (جمال سايح لاعب نادي مونبولييه الفرنسي)، فقد كان مندهشا لوجود كل ذلك العدد من الأنصار في المدرجات وقال لي: "فؤاد، من الغريب تواجد هذا الكم الهائل من الجمهور في الملعب"، فأجبته: "هذه هي الجزائر يا أخي". لذلك أقول أننا فخورون بالاعتماد على جمهورنا في كل المباريات.