ملعب 5 جويلية الأولمبي، طقس غائم، أرضية سيئة، تنظيم محكم، إضاءة متوسطة. تحكيم للثلاثي: ميّال – ڤوراري – بوروبة.
وفّى "الداربي" العاصمي بوعوده في المباراة التي أجريت سهرة أمس على أرضية ميدان كارثية لم تساعد الفريقين على تقديم مباراة كبيرة، وبالرغم من ذلك إلا أن لاعبي المولودية عرفوا كيف يترجمون نصائح مدرّبهم "فرانسوا براتشي" الذي عرف كيف يشلّ خطورة لاعبي الاتحاد خاصة بعد طرد بوشامة إثر مرور نصف ساعة لعب. ليتمكن لاعبو المولودية من قلب موازين القوى لصالحهم بهدف وحيد كان كافيا للمولودية وأنصارها للاحتفال بقهر "فريق الملايير".
بداية سريعة للمولودية دون فعّالية
عرفت بداية اللقاء ضغطا من جانب المولودية التي حاولت عناصرها أن تبدأ بقوة لزعزعة ثقة لاعبي الاتحاد، وعرفت الدقيقة الثانية أول فرصة من قبل المولودية عن طريق مخالفة من الجهة اليمنى نفذها عطفان ناحو يعلاوي الذي صعد فوق الجميع لكن رأسيته مرت عالية فوق إطار مرمى زماموش، وفي (د9) وبعد عمل جماعي رائع عطفان يمرر على طبق ناحية غازي الذي توغل داخل منطقة العمليات لكنه تردد في التسديد أو تمرير الكرة ناحية يعلاوي وفي الأخير خوالد يقطع الكرة ويبعدها إلى التماس.
حميتي ومفتاح يردّان عن طريق التسديد من بعيد
رد فعل اتحاد العاصمة جاء في (د24) حيث كانت أول محاولة جدية عن طريق حميتي الذي سدد قذفة قوية من بعد 23 مترا لكنها مرت جانبية عن إطار مرمى الحارس شاوشي، وفي (د31) مفتاح الاختصاصي في الكرات الثابتة من بعيد ينفذ مخالفة من بعد 25 مترا لكن التمركز الجيد للدفاع جعله يسدد كرة عالية مرت فوق العارضة الأفقية لمرمى المولودية.
محاولات عطفان وجديات لم تأت بنتيجة
ومع اقتراب نهاية الشوط الأول بدأ مستوى اللقاء في التراجع وطغى اللعب العشوائي خاصة أنّ أرضية الميدان كانت العائق الرئيسي أمام اللاعبين لتقديم مستوى راق، وكانت آخر محاولتين في هذا الشوط من جديات وعطفان، حيث تمكن هذا الأخير من التوغل في منطقة عمليات الاتحاد ووسط عدد كبير من لاعبي سوسطارة سدد قذفة قوية في (د40) لكنها مرة جانبية على يمين الحارس زماموش دون خطورة، وفي (د45) نفّذ جديات مخالفة غير مباشرة ناحية رأسية حميتي الذي مرت كرته جانبية لينتهي بعد ذلك الشوط الأول بالتعادل السلبي.
المولودية تسيطر وكرة سايح تصدّها العارضة
بداية الشوط الثاني عرفت سيطرة واضحة من المولودية على مجريات اللعب، حيث دخل زملاء القائد بابوش بقوة. وكانت البداية عن طريق غازي في الدقيقة 47 من الجهة اليمنى، حيث وزّع كرة على شكل تسديدة كادت تخادع زماموش الذي أخرجها بصعوبة إلى الركنية التي لم تأت بالجديد. بعد ذلك نفذ لاعب الوسط عطفان مخالفة من وسط الميدان ناحية بابوش الذي حوّل مسار الكرة عن طريق رأسية يستقبلها سايح بطريقة جيّدة ويرفع الكرة فوق الحارس زماموش، لكنها اصطدمت بالعارضة وتخرج 6 أمتار أمام دهشة الجميع.
زدام يفتتح باب التسجيل ويحرّر "الشناوة"
وفي الوقت الذي تواصلت محاولات المولودية، تحصل كودري على مخالفة من الجهة اليمنى تولى تنفيذها دوّادي الذي رفع كرة ناحية القائم الثاني استقبلها بابوش ويردّها ناحية زدام الذي استقبل الكرة في القائم الأول ليجد نفسه وحيدا أمام شباك شاغرة مفتتحا باب التسجيل ومحرّرا "الشناوة" أمام دهشة لاعبي الاتحاد، الذين احتجوا بشدة على الهدف. بعد ذلك سدّد عطفان كرة صاروخية من بعد 30 مترا في الدقيقة 78 لكن زماموش بصعوبة يُبعدها إلى الركنية. لتنتهي المباراة بفوز المولودية بـ "داربي" جديد بعد "داربي" الحراش، في انتظار "داربي" شباب بلوزداد الأسبوع المقبل.
----------------------
بوعلام: "خسرنا بهدف لا نعرف إن كان شرعيا"
"لعبنا مباراة جيّدة بالرغم من سوء أرضية الميدان التي أعاقتنا كثيرا على تطبيق كرة قدم نظيفة وجميلة. خسارتنا كانت بهدف لا نعرف لحد الآن إن كان شرعيا أم لا، الحكم اتخذ قراره سريعا. أظن أننا حضّرنا بشكل جيّد للفوز باللقاء، لكن هذه هي صفات "الداربي".. على كل حال الخسارة لن تؤثر في بقية مشوارنا، ونحن لازلنا في مقدمة الترتيب، لذلك لن نتنازل عنها وسنواصل التأكيد في المباريات المقبلة".
أولي نيكول: "خسرنا الداربي، خسرنا الجمهور وتأثرنا بقرارات الحكم"
"شيء عادٍ أن تخسر مباراة في كرة القدم، لكننا اليوم لم نخسر المباراة فقط، حيث خسرنا النقاط الثلاث، خسرنا مباراة "داربي" كانت ستكون دافعا لنا للتقدّم بشكل أفضل في سلم الترتيب والمحافظة على هذه الوتيرة، وخسرنا أيضا جمهورنا الذي حضر لتشجيعنا وحاول أن يحوّل المباراة إلى عرس حقيقي بفضل تشجيعه الرائع لنا. أرضية الميدان لم تكن جاهزة لاحتضان هذه المباراة، بالإضافة إلى ذلك تأثرنا بالقرار الصعب الذي اتخذه الحكم بطرد بوشامة، وبعد ذلك أضاف الحكم قرارا صعبا آخر باحتساب هدف لا ندري إن كان شرعيا أم لا".
براتشي: "نعم، أنا شبح الفرق العاصمية"
وسط فرحة لم تسعه، رد براتشي عن سؤال مباشر عن السر في إطاحته بالفرق العاصمية مهما كانت وضعية المولودية تحت إشرافه: "نعم، أنا شبح الفرق العاصمية لكن الشكر في مواجهة اليوم يعود للاعبين الذين لعبوا مباراة بطولية. فرغم أن الإتحاد كان مرشحا وأفضل منا على الورق، إلا أننا بفضل القلب وإرادة لاعبينا أزلنا كل الفوارق ونحن قادرون على صنع المعجزات لو نواصل بهذه الطريقة، لكن يجب أن لا نغتر كثيرا بل لا بد من مواصلة العمل حتى نؤكد هذا الفوز في مباراة محلية أخرى أمام شباب بلوزداد لأننا لو نتعثر في هذا اللقاء سيتسرب الشك إلى نفوسنا".
لقطة المباراة
الفريقان يرفضان أخذ الصور التذكارية بخلفية "الفلومبو"
رفض كلا الفريقين أخذ صورة تذكارية بخلفية مدرجات "الفلومبو" مثلما جرت عليه العادة، وهذا بسبب وجود المساحة الأمنية (أماكن شاغرة) وهو ما لم يتقبّله اللاعبون الذين اختاروا في نهاية الأمر التوجه ناحية منعرج أنصار الاتحاد بالنسبة للاعبي الاتحاد وهو الأمر نفسه بالنسبة للاعبي المولودية الذين توجهوا ناحية منعرج أنصارهم وأخذوا صورتهم التذكارية.
بطاقة حمراء
فريق الملايير يعجز عن القيام بـ 3 إلى 4 تمريرات
عجز اتحاد العاصمة عن تقديم الأداء المميز الذي كان ينتظره أنصاره. فبالرغم من الملايير التي صرفها رئيس الفريق علي حداد منذ بداية الموسم وانتهاجه سياسية استقدام النجوم، إلا أن ذلك لم ينفع وعجز الفريق إلى حد الآن عن تقديم المستوى الراقي الذي كان ينتظره الجميع منذ بداية الموسم الكروي، ولو أن أرضية الميدان كانت عائقا حقيقيا أمام عناصر الفريقين لتقديم أداء جيد خلال فترات المباراة.
رجل المباراة
كودري فاز بمعركة الوسط أمام لموشية
بعدما وفى اللاعب كودري بوعده وتمكن من إخراج لموشية من اللقاء كما وعد في حواره السابق مع "الهدّاف"، تمكن أيضا من الفوز بمعركة الوسط أمام لموشية اللاعب السابق لوفاق سطيف والدولي الجزائري في عهد المدرب رابح سعدان، حيث تمكن كودري من الفوز في جميع الصراعات الثنائية في وسط الميدان، كما ساهم في هجمات فريقه وفي شل هجمات لاعبي الاتحاد، وذلك بالرغم من سوء أرضية الميدان التي أعاقته كثيرا، إلا أن كودري رد بطريقته الخاصة على تعثره في مدينة الخروب.