لا صوت يعلو فوق صوت الكلاسيكو، فقد حان موعد "قمة الأرض" المرتقبة بين عملاقي كرة القدم في العالم.. ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين حيث يصطدمان مجددا في الجولة ال16 من الليجا بمعقل الفريق الملكي في سانتياجو برنابيو.
ورغم أن نتائج هذه القمة تكون دوما خارج التوقعات، الا أن الريال يدخل بأفضلية الأرض والجمهور والتوقعات، فهي المرة الاولى منذ وقت طويل التي تذهب فيها الترشيحات للأبيض الملكي الذي يقدم أداءا مبهرا منذ بداية الموسم الجاري.
ويزيد من التوقعات أن الموسم الحالي هو الثاني لمدربه الداهية البرتغالي جوزيه مورينيو المعروف بموسم "الحصاد" الذي يجني فيه دوما كبرى البطولات.
وسيدخل الريال الكلاسيكو رقم 216 بهدف كسر الهيمنة الكتالونية على الصعيدين المحلي والأوروبي في السنوات الاخيرة، فالميرينجي لم يذق طعم الخسارة او التعادل في آخر 15 مباراة خاضها في مختلف البطولات، ما جعل أساطير الكرة العالمية بمن فيهم نجوم البرسا القدامى يتوقعون عودة البطل المدريدي الى سابق امجاده هذا الموسم ليستعيد عرشه الذي استعاره البلاوجرانا مؤخرا.
وفي المقابل فإن أداء البرسا في مجمل مباريات الموسم الحالي كان مثار دهشة لجماهيره، فتارة يبلغ ذروة التألق ويمطر شباك خصومه بالاهداف، وخاصة في ملعبه كامب نو، وتارة اخرى يظهر لاعبوه قليلي الحيلة هجوميا ومفككين دفاعيا وخاصة في المباريات الكبيرة مثل ميلان وفالنسيا وإشبيلية، ليثيروا مخاوف عشاقه بأن سحرهم الكروي قص شريط النهاية.
ولكن هذا لا يعني أن حظوظ برشلونة أقل في الفوز، فلا يغفل على عشاق الكلاسيكو الإسباني ما شاهدوه في آخر مواجهات بين القطبين من تفوق خططي بميدان الملعب للريال، ولكن الغلبة في النهاية تكون للبرسا بلدغات الجلاد ليونيل ميسي، كما كان الحال في مواجهتي السوبر الإسباني ونصف نهائي دوري أبطال أوروبا في نسخته الماضية.
وما جعل هذه القمة محط انظار عشاق الساحرة المستديرة مؤخرا بشكل أكثر كثافة ليس كونها تجمع بين أفضل فريقين في العالم وحسب، بل تجمع ايضا قطبي لاعبي الكرة دون منازع، فالآمال تتعلق بالأرجنتيني ليونيل ميسي لقيادة البرسا للفوز في مهمة اعتاد عليها دوما، فقد احترف هز شباك إيكر كاسياس في 13 مرة، حتى ان خبراء اللعبة وضعوا شفرة فوز الريال في الكلاسيكو بإيقاف "البرغوث" الأرجنتيني بأي وسيلة متاحة حتى بالتدخلات العنيفة.
وعلى الجانب الآخر، فإن أيقونة الريال البرتغالي كريستيانو رونالدو لا يزال يحلم بكسر شوكة ميسي الذي يتفوق عليه دوما في هذه المواجهة الكبرى، وان كان قد كسر القاعدة بتسجيله هدف الفوز بلقب كأس ملك إسبانيا في الموسم الماضي، وهي المباراة التي أبدع فيها مورينيو خططيا بالدفع ببيبي في الوسط للتفرغ لعرقلة ميسي.
وكلا النجمين يخوض الصراع التقليدي على جائزة هداف الليجا "البيشيتشي"، حيث يتساوى كل منهما في الصدارة ب17 هدفا.
وخارج ميدان المباراة، تتجه الانظار الى "كلاسيكو المدربين" بين الغريمين جوزيه مورينيو وبيب جوارديولا، ولهما باع طويل في المواجهات الثنائية، سواء في الكلاسيكو او مسابقات أفضل مدربي العالم.
وعلى الرغم من أن جوارديولا يلجأ بفلسفته ودبلوماسيته دوما في التقليل من شأن اي مباراة يخوضها، حتى لو كانت امام ريال مدريد، فإن مورينيو يعتبر اللقاء مصيري سيخرج فيه نتاج خبرته الطويلة وحنكته التدريبية للتفوق على عدوه الكتالوني اللدود، وهي المهمة الأساسية التي تعاقد معه النادي الملكي من أجلها، كما يسعى لمسح آثار الخسارة المذلة بخماسية نظيفة في أول كلاسيكو خاضه الموسم الماضي.
وبالنظر الى معنويات ما قبل المباراة، فالفريقان في قمة استعداداتهما للمواجهة، فالريال يملك كتيبة منسجمة من اللاعبين المتألقين بعد أن وصلوا الى أعلى درجات التفاهم في ثاني مواسم مورينيو، وبدلاء لا يقلون خبرة ومهارة عن الاساسيين.
والوضع شبيه في الجهة المقابلة، فبرشلونة صفوفه مكتملة ولا يعاني من غيابات مؤثرة كما كان معتادا في الآونة الاخيرة، حتى ان الساعد الأيمن لجوارديولا تيتو فيلانوفا سيكون حاضرا بعد تعافيه من جراحة بالغدة النكافية، وهو الرجل الذي ذاع صيته بعد شجاره مع مورينيو حين وضع البرتغالي اصبعه في عينه في مباراة السوبر.
وينتشي الريال بآخر فوز له على أياكس أمستردام الهولندي في آخر جولات دور المجموعات بدوري الأبطال، وهو أول فريق منذ 16 عاما يحصد العلامة الكاملة دون تعادل او هزيمة في البطولة العريقة، كما اطمأن على مستوى نجوم الصف الثاني والعائدين من الاصابة وخاصة سرخيو كايخون وريكاردو كاكا.
ولا يتفاءل مورينيو كثيرا بالفوز على أياكس قبل الكلاسيكو، فبعد ان فاز على الفريق الهولندي في النسخة الماضية من دوري الأبطال عاد ليخسر امام برشلونة في الدوري بعدها بيومين فقط.
أما برشلونة فقد تألق لاعبوه الصاعدين من خريجي مدرسة "لاماسيا" بعد اكتساحهم باتي بوريسوف البيلاروسي برباعية نظيفة.
وفيما يتعلق بحسابات المباراة وتأثير نتيجتها على حظوظ الفوز بالليجا، فإن الريال يتفوق بست نقاط لأن البرسا لعب مباراة مقدمة، وفوزه في كلاسيكو السبت سيوسع الفجوة الى تسع نقاط قد ترجح كفته في حسم اللقب الغائب عن خزائنه منذ ثلاثة مواسم.
وفي المقابل فإن فوز برشلونة خارج الديار سيبعث الروح ويحيي آماله في المنافسة على لقب الليجا، اما نتيجة التعادل فستكون ايذانا بمواصلة الصراع بأفضلية الست نقاط للميرينجي حتى اشعار آخر.
وبالنظر الى خطط اللعب، فإن مورينيو قد يدفع بالثلاثي تشابي ألونسو ولاسانا ديارا وسامي خضيرة في منتصف الملعب للحد من خطورة نجوم الوسط في الفريق الكتالوني، مع الاحتفاظ بقلبي الدفاع سرخيو راموس وبيبي والظهيرين مارسيلو في اليسار وألبارو أربيلوا في الميمنة.
ويحتفظ كريستيانو رونالدو بموقعه الثابت في الجناح الأيسر، فيما يفاضل المدرب الاستثنائي بين مسعود أوزيل وكاكا وأنخل دي ماريا ليعاون "الدون" في الجهة المقابلة، كما سيختار واحدا بين كريم بنزيمة وجونزالو إيجواين لشغل مركز رأس الحربة.
وعلى الناحية الاخرى، فإن طريقة 3-4-3 التي عكف جوارديولا على تطبيقها منذ بداية الموسم ستكون مخاطرة من جانبه قد يعدل عنها بالعودة الى 4-3-3 ، حيث سيحتفظ جيرارد بيكيه وكارليس بويول بموقعهما في قلب الدفاع، الى جانب إريك أبيدال وداني ألفيش على الطرفين، وتتنوع الخيارات في الوسط بين تشافي هرنانديز وأندريس إنييستا وسيدو كيتا وسرخيو بوسكيتس.
اما ثلاثي الهجوم فقد تأكدت مشاركة ميسي الى جانب أليكسيس سانشيز، وقد يدخل ديفيد فيا في التشكيل الاساسي على حساب بدرو رودريجز والناشئ إيساك كوينكا.
وبالاحتكام الى تاريخ مواجهات القطبين، فقد التقى الفريقان في 215 مباراة رسمية، فاز خلالها الريال 86 مرة مقابل 84 للبرسا كما تعادلا 45 مرة.
وبعيدا عن معركة الكلاسيكو ستشهد الجولة ال16 مواجهات قوية بين ليفانتي وإشبيلية، وريال بيتيس مع فالنسيا، وإسبانيول مع أتلتيكو مدريد، وفياريال مع ريال سوسييداد، كما يلتقي أثلتيك بلباو مع راسينج سانتاندير، ومالاجا مع أوساسونا، وخيتافي مع غرناطة، وريال ساراجوسا مع ريال مايوركا.