بالعرق والجهد والتواضع، حقق فريق السد القطري عدة أحلام كروية تاريخية في أول مباراة له بمونديال الأندية المقام حالياً في العاصمة اليابانية طوكيو .. وبالتعالي والأنانية والبطء والثقة المبالغ فيها، بدد فريق الترجي كل أحلام جماهيره وطموح ناديهم في تسجيل سطراً مضيء بهذا المحفل العالمي .
فاز السد على الترجي بهدفين مقابل هدف ، وسيحقق حلم مواجهته الرسمية مع برشلونة يوم الخميس المقبل ، بعد أن بلغ الدور قبل النهائي لمونديال الأندية . تقدم للسد خلفان ابراهيم عند الدقيقة 33، وأحرز هدف التعزيز للسد عبدالله كونيه في الدقيقة 49، وأحرز هدف مسح ماء الوجه للترجي خليل شمام عند الدقيقة 60 من اللقاء الذي شهد مفارقات كروية كثيرة دون تقديم المستوى الكروي الذي يرتقي إلى الحدث العالمي .. إلا أن كرة القدم قالت كلمتها في هذا اللقاء ومنحت السد فوزاً لم يكن سهل المنال قبل اللقاء، وعاقبت لاعبي الترجي على تعالي نجوم الفريق على الكرة من خلال أداء أناني لا يرتقي للعمل الجماعي الطموح .
بدأ اللقاء بمشاعر ودية سهلة تنازل فيها الترجي عن المبادرة لصالح السد ، فتناقل لاعبوه الكرة يميناً ويساراً دون إحداث أي فاعلية ، فعاد الترجي ليشارك في الأداء السلبي حتى مضى الربع ساعة الأول من اللقاء ، ليستفيق الترجي ويدرك أن اللاعبين المحترفين في السد نيانج وأسامواه وعبدالقادر كيتا لا يوجد ما يربط بينهم من هدف تكتيكي ، فبدأ تطبيق عملية الاستحواذ في وسط الملعب والتحضير لشن هجمات ، إلا أن البطء والتعالي على الكرة الذي أظهره اللاعب أسامة الدراجي العقل الهجومي للفريق ، فرض على الأداء طابعاً كلاسيكياً مملاً لا يرتقي إلى الحدث الذي من الصعب أن يتكرر لكلا الفريقين .
في الوقت الذي ظنت فيه الجماهير أن السد سلم مفاتيح المباراة للترجي ، أراد مدربه فوساتي أن يخفف الضغط على فريقه من خلال تفعيل الهجمة المرتدة، ففتح الملعب الهجومي بالاعتماد على خلفان إبراهيم ناحية اليسار ، وعبدالقادر كيتا ناحية اليمين ، ومن إحدى محاولات تنفيذ الهجمة المرتدة ، إستلم كيتا الكرة ومر بها ناحية اليمين ، وسدد قوية من زاوية شبه مغلقة، ليتصدى لها برعونة حارس الترجي بن شريفية لتسقط الكرة من خلفه على رأس لاعب السد المدلل خلفان إبراهيم ويودعها المرمى كهدف تاريخي سجل به السد أول هدف قطري في مونديال الأندية .
في الوقت الذي بدأ فيه فوساتي التعامل مع الظروف الجديدة للقاء بعد إحراز فريقه لهدف التقدم، استقبل نبيل معلول مدرب الترجي تأخر فريقه بهدف بشيء من الهدوء غير المناسب لحالة لاعبيه " الباردة" .. والنتيجة أن فوساتي اعتمد طريقة لعب 5-3-2 تتحول في كثير من الأوقات للعب بمهاجم واحد مع عودة كيتا للمساندة الدفاعية ، فنجح هذا النهج وأغلق منافذ مرور الترجي من العمق ، وأهدر محاولات يوسف المساكني في التمرير العرضي من خلف مدافع السد الجزائري نذير بالحاج .
إنتهى الشوط الأول وبدأ الفريقين يلتقط كل منهما أنفاساً جديدة ، كل حسب احتياجه، ففريق السد الذي دخل شوط المباراة الثاني بدى عليه التسلح بالروح القتالية للدفاع عن تقدمه ، واللعب باسلوب يتناسب مع فارق المهارة والجماعية والخبرة لممثل الكرة التونسية .. وعلى الجانب الأخر، لم يبدو على إخوان دراجي ومساكني وشريفية أي تغيير في النهج والروح .
العقاب الكروي الذي لم يردع الترجي عند ولوج مرماه بالهدف السداوي الأول ، تكرر ليلقن أبناء معلول درساً في كيفية احترام المنافس واللعب بروح الفريق التي أهدتهم التتويج بكأس الأندية الإفريقية .. فعند الدقيقية 49 ومن ركلة مباشرة نفذها بالحاج ( بلونية ) على القائم المعاكس والأيسر لمرمى الترجي، إرتقى لها دينامو السد اللاعب الكوري لي جونج سو وحولها عرضية برأسه للمتابع من الخلف عبدالله كوني ليودعها المرمى كهدف ثاني للسد .
عاد الترجي للاستحواز على منتصف الملعب ، ونوع من محاولاته الهجومية وانكمش السد وتعددت مخالفات لاعبيه خاصة المدافع الأيسر بالحاج الذي ساهم من إحداها في منح الترجي هدف التعديل عندما ارتكب مخالفة نفذها بن معمر عرضية أحرز منها خليل شمام هدف التعديل للترجي عند الدقيقة 60 .
بمرور الوقت وبعد أن مضت 75 دقيقة من عمر اللقاء، فقد معلول الأمل في استفاقة دراجي وإحداثه للفارق ، فأخرجه على أمل أن يرتفع رتم العمل الهجومي ويدخل حيذ السرعة والفاعلية، وبالفعل كاد الترجي أن يتعادل عند الدقيقة 80 عبر مهاجمه نيانج، لولا احتساب حكم اللقاء مخالفة التسلل .
دخل اللقاء مراحله النهائية ، وساعة استاد تويوتا تعلن مرور 86 دقيقة من المباراة، ولم يتبقى على إعلان فوز السد وهزيمة الترجي في أغلى وأرقى مناسبة كروية يخوضها الفريقين ، أقل من خمسة دقائق.. وإذا باستفاقة شرسة من أبناء معلول أهدر فيها الفريق هدفين، وقبل نهاية الوقت الأصلي بدقيقة، رفض حكم اللقاء احتساب هدف التعادل للترجي بداعي التسلل ، لتمر دقائق اللقاء حتى يعلن الحكم إنتهاءه المباراة بفوز السد وبلوغه حلم المواجهة مع العملاق العالمي فريق برشلونة الأسباني في الدور قبل النهائي للمونديال يوم الخميس المقبل ، ويترك للاعبي الترجي الحسرة ومحاولة اللعب على المركز الخامس للبطولة .