شكل انضمام مدافع “جيانينا” اليوناني إسماعيل بوزيد أول أمس الجمعة إلى نادي “بني ياس” الإماراتي صدمة أخرى لعشاق الكرة الجزائرية الذين تساءلوا عن الأسباب التي جعلت لاعب مولودية الجزائر السابق يتركـ فرصة اللعب في المستوى العالي أين كان لاعبا أساسيا فوق العادة مع ناديه ويتنقل للعب في دوري ضعيف جدا بشهادة المتتبعين...
وذلك بحثا عن المال بدرجة أولى وهو الذي لم ينتظر إلى غاية الأيام الأخيرة من فترة “الميركاتو” الشتوي (ستنتهي فترة التحويلات يوم 31 جانفي الجاري) وقبل مباشرة أول عرض رسمي وصل فريقه من “بني ياس”.
بوزيد سادس دولي يلتحق بالخليج هذا الموسم ويهدّد مسيرته
وكان بوزيد سادس لاعب دولي جزائري ينضم هذا الموسم إلى بطولة من بطولات الخليج بعد أن سبقه إليها في الصائفة الفارطة كل من مغني، زياني، بوڤرة، عنتر يحيى وحاج عيسى الذين التحقوا بكل من بلحاج وزياية اللذين سبقاهم إليها. ويمكن التأكيد على أنّ بوزيد هدّد مشواره بعد انضمامه إلى “بني ياس” ليس فقط مع المنتخب الوطني أين حذر الناخب الوطني “حليلوزيتش” لاعبيه من اللعب في هذه الدوريات بل أيضا مستقبله الكروي، لأنه يدرك مسبقا أنه سيكون صعبا عليه العودة إلى أوروبا بعد نهاية عقده الذي يمتد لنهاية الموسم الحالي مع “بني ياس” وهو الذي يدرك ذلك من خلال تجارب زملائه مع “الخضر” في “الخليج”.
العودة إلى أوروبا من الخليج صعبة ومغني أكدها صراحة مؤخرا
وبالنظر إلى تجارب اللاعبين ليس فقط الجزائريين بل الذين تنقلوا للعب في الدوري القطري، السعودي أو الإماراتي من أوروبا في السنوات الأخيرة فإن حظوظهم ضئيلة بعدها للعب مجددا في المستوى العالي من خلال عودتهم من حيث أتوا إلى أوروبا، والسبب ليس متعلقا فقط بمستواهم الذي يقل في دوريات الجميع متفقون على ضعفها لكن أيضا لأن غالبية الأندية الأوروبية مستها الأزمة الاقتصادية ولم تعد قادرة على دفع مبالغ لتحويل لاعبين من “الخليج” أين هناك تطالب أنديتهم بمبالغ تعجيزية في غالب الأحيان. وحتى مراد مغني أكد علانية الأسبوع الفارط في حديث مع القناة الإذاعية الثالثة أنه من الصعب على أي لاعب العودة إلى أوروبا من الدوري القطري (أحد دوريات الخليج).
جزائريون قلائل فروا من “الجحيم” وعادوا للعب في أوروبا
ومن لاعبينا الذين احترفوا في الخليج سابقا نجد أن 4 منهم تمكنوا من العودة إلى أوروبا لكن في القسم الثاني ويتعلق الأمر بـ مادوني الذي انضم إلى “كليرمون فوت” الفرنسي قادما إليه من “الغرافة” (2009-2010)، كركار من “السيلية”إلى “داندي يونايتد” الاسكتلندي (2004-2005) قبل أن يعود مجددا إلى قطر وتحديدا إلى نادي “الوحدة”، كما أن منيري أيضا بعد أن تقمص ألوان “الخور” عاد إلى “باستيا” الفرنسي (2008-2009) لتكون الخاتمة مع صايفي الذي بعد تجربته مع “الخور” في موسم (2009-2010) تنقل بعدها إلى “إيستر” على شكل إعارة ثم “آميان” الذي ينشط حاليا في دوري “ليغ 2” الفرنسي بعد أن حقق الصعود معه الموسم الفارط.
صايب، غازي وبلماضي صنعوا الاستثناء ولعبوا مجددا في القسم الأول
وصنع الاستثناء صايب الذي عاد من “النصر” السعودي إلى “أوكسير” (2000-2001) ولو أن تجربته الثانية مع نادي “دبي” الإماراتي موسم (2002-2003) أعادته إلى البطولة الوطنية في الموسم الموالي وتحديدا إلى شبيبة القبائل التي لعب فيها موسما قبل أن يعتزل عالم الكرة، وإلى جانب صايب هناك أيضا غازي فريد الذي لعب في “بني ياس” الإماراتي موسم (2001-2002) قبل أن يعود الموسم الموالي إلى “تروا” الفرنسي في الدرجة الأولى. بلماضي أيضا بعد تجربته مع “الغرافة” ثم “الخريطيات” انتقل إلى “ساوثامبتون” الإنجليزي الذي لعب له سنتين (2005-2007) في دوري الدرجة الأولى الممتاز (ما يعادل الدرجة الثانية عندنا) قبل أن ينضم سنة 2007 إلى “فالنسيان” الفرنسي في دوري “ليغ 1” أين لعب معه موسمين قبل أن ينهي مسيرته الكروية.
حاليا بلحاج الوحيدالقادر على العودة إلى أوروبا لكن ...
وفي الوقت الحالي فإنه إذا كان هناك لاعب واحد من دوليينا المحترفين في “الخليج” يمكن أن يتطلع للعودة إلى الدوريات الأوروبية فهو مدافع “السّد” القطري نذير بلحاج الذي خدمه كثيرا تتويج فريقه بكأس آسيا للأندية البطلة وخاصة مشاركته في كأس العالم للأندية، لكن يبقى الأمر صعبا وليس بالسهولة التي يتصورها الجميع ليس فقط لأنه مازال مرتبطا بعقد مع ناديه الحالي الذيي دفع من أجل استقدامه بداية الموسم الفارط 5 مليون أورو لجلبه من “بورتسموث” بل أيضا لأنه على عتبة بلوغ سن 30، وهو أمر آخر جعل اتصالات “بي. أس. جي” تتوقف مبكرا معه وجعل الكلام عنه في أندية أوروبية أخرى منعدما حاليا حيث الحديث عن اهتمام من أندية يابانية فقط به.