كرة القدم تلك الساحرة المستديرة التي تصنع ربيع غيرنا من البلدان و تسقيهم من متعتها الحانا تنسيهم همومهم و و تزيدهم
حبا وتعلقا بها لم تعد كدلك عندنا ، الفرحة ، البسمة و الروح الرياضية انتحرت في ملاعبنا التي غطتها سحابة قاتمة كانت
ولا زالت تنشر الرعب في اوساط الرياضيين و المناصرين ، لغة العصر اصبحت عندنا الة القتل تعددت الطرق و المصير
واحد ارضية الميدان تقتل ، المدرجات دماء ، فرح النصر يقتل الى اين و الى متى نبقى هكدا ، لنتعقل و نغير ما يمكن تغييره
والا فتبا لهاته الكرة .
ارضيات سرقت ارواح و مازالت تسرق
الطارطون ، الارضيات الصلبة كلها مقاصل تعدم على مشارفها فرحة اللاعبين عندنا ، حصدت ضحايا و ستبقى كدلك ما دامت
نفس الارضيات مازلت تمارس عليه الكرة ارضيات سرقت منا حسين دات مرة و من منا لا يدكر قاسمي هكذا كانت حكاية حسين
قاسمي مع الملعب , حناجر تهتف باسمه كلما همت قدماه بوطء ارضيته , كم كانت طريقة فرحته بالاهداف مميزةً , كم كان تفاعل
الجماهير مع تلك اللقطات مدوياً , لكن دوام الحال من المحال و لكل بداية نهاية , و ليتها لم تكن النهاية ذلك اليوم و ليتها لم تكن
بتلك الطريقة ، في ذلك الملعب اول نوفمبر و ذات خميس من ماي 2000 كانت بداية النهاية لحسين قاسمي , نهاية مؤلمة على
وقع هدف في مرمى الاتحاد العنابي , كان يفترض ان يقوم حسين بلقطاته المعتادة بعد التسجيل , كان يفترض أن تتفاعل معه
الجماهير بالأهازيج كما عودتنا , لكن هذه المرة بعدما سجل حسين هدفه استلقى ممددًا على الأرض ، مات قاسمي بسبب الارضية
الصلبة ومادا تغير لا شيئ مازالت نفس الارضيات تنتظر الضحية القادمة.
]color=red]مدرجات بلون الدماء [/color]
غيرنا يجتمع بالملعب ليتشارك في حب ناديه مع باقي المشجعين فيستمتع بالمباراة و يصنع فرجة كلها سلام ، لكننا نلج الملعب لنفرغ مكبوتاتنا
نلج الملعب و نحن عاقدون العزم على رسم صور من الدماء في كل بقعة منه ، مع كل مباراة نسجل ضحايا جدد ، اعتداءات على الحكام و لعلكم
تدكرون الحكم الدي رمي بغطاء بالوعة العام المنصرم وكادت تودي بحياته ، لم يسلم منا اللاعبون فكل مباراة لهم حظهم من السباب والضرب
و الدي كاد يصل في عديد المرات الى الموت ، غيرنا يتفاخر بانجازات ناديه و نحن نتفاخر بكم مناصر من الخصم جرحناه او قتلناه ، اهده هي
كرة القدم او هدا ما يجمعنا عليه الملعب ، ان كانت كرة القدم بعيونا هكدا فلنوقفها و نحمي الارواح و نزيل من على ظهورنا
حملا لم تاتنا منه الا المشاكل .
افراح مميتة
ما يدهل و يشل التفكير ان الكرة عندنا اصبحت مرادف للموت ، فوعجباه حتى في افراحها تحصد الارواح ، و كلنا يدكر كم من نفس
خسرناه يوم خرجنا مهللين فرحا بانجاز المنتخب في ام درمان ، كم من مشجع سالت نفسه الى بارئها في غمار فرحه بتتويج ناديه
افراح تختلط بصمفونيات الحزن كلما اردنا ان نستانس بالكورة و نعبر على امتنانا بانجازات منتخبنا او نادينا ، فمادا نريد بفرحنا
هل نريد السعادة ام ان الحزن والموت ملازم لكرتنا في كل حال .
المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين و الكيس يعتبر من ماسيه ليرسم منها طريقا نحو السعادة فمادا استفدنا نحن من ماسينا الكروية
لم نستفد غير ماسي اخرى ، سرقت منا الارضيات الطارطونية حسين قاسمي و رغم دلك مازالت هي سيدة الموقف فهل ننتظر ضحايا
اخرين ، تلونت المدرجات بالدماء مرارا وتكرارا و لم نرى الا التنديد من العقال و اولي الامر و ما زالت نفس السيناريوهات ترسم كل عام
خسرنا الكثير من الارواح في افراحنا الكروية ورغم دلك مازلنا نفرح بطريقة نصر فيها على تقديم ضحايا جدد الى متى نبقى نخسر
شبابا في مقتبل العمر سواء كانو لاعبين او انصار او حكام دنبهم الوحيد انهم جمعهم حب بكرة القدم ،
ان كنا لا نتعلم من اخطائنا و نصر في كل مرة على تقديم ضحية لكرة القدم فمن الافضل لنا ان نوقفها فاما نكن كغيرنا نستمتع
بالكرة او فلتدهب هاته الكرة الى الجحيم.