صحيح أن الشبيبة منيت بهزيمة في 20 أوت، هزيمة كان من الممكن تجنبها حسب تقدير مسيري النادي القبائلي، لولا سوء التركيز الذي وقع فيه الدفاع في اللحظات الأخيرة من المواجهة، وهو أمر يحدث في كرة القدم مهما كان حجم واسم الفريق،
لكن، الأكيد، هو أن الشبيبة منحت العديد من المؤشرات على أنها ستكون في الموعد وكما يتمناه كل عشاق اللونين الأخضر والأصفر، خصوصا بعد تولي إيغيل زمام العارضة الفنية القبائلية، التي أصبحت بين أيد أمينة الآن، على الرغم من التعثرين المسجلين أمام شباب باتنة وبلوزداد، واللذين سيمحوهما تحقيق نتائج في اللقاءات القادمة.
لمسة إيغيل كانت حاضرة و"خلاص عهد التمسخير"
أول ما شد انتباهنا في التشكيلة القبائلية منذ تولي إيغيل مهمة تدريب الفريق، أن التصرفات الخارجة عن الإطار لبعض اللاعبين زالت نهائيا، على حد تعبير بعض المسيرين الذي قال لنا بعد اللقاء إن عهد "التمسخير ولّى" مع إيغيل، الذي كانت لمسته حاضرة في مواجهة أول أمس على الرغم من الهزيمة، حيث أصبح أداء اللاعبين يدعو إلى التفاؤل، بالإضافة إلى الحضور الذهني والمعنوي، الأمر الذي غاب عن التشكيلة في المواعيد الفارطة، وبقي الآن التأكيد على أن كل شيء سيصب في مصلحة الفريق في المواعيد القادمة، خصوصا بعد أن عادت الروح إلى اللاعبين.
الحرارة في اللعب كانت موجودة والمطلوب الاستمرارية
بالإضافة إلى كل ما سلف ذكره، يمكن أن نشير إلى أن ما كان ينقص الفريق في الفترة الماضية وكاد يكلفه السقوط عاد من جديد بمناسبة لقاء بلوزداد، ألا وهو الروح القتالية والحرارة في اللعب التي ظهرت على أداء لاعبي الشبيبة، حيث تمكن أشبال إيغيل من الفوز في مختلف الصراعات الثنائية التي كانت لهم مع لاعبي الفريق المنافس، ليبقى المطلوب في كل هذا، هو أن يواصل أبناء جرجرة على نفس الوتيرة التي تمكنهم من التألق دائما، خاصة وأنهم يملكون كل الإمكانات ليكونوا في المستوى المطلوب، بشرط أن يبقوا محافظين على النسق الذي ظهروا به مؤخرا.
عسلة أدى لقاء في المستوى وتدخلاته منحت الثقة للزملاء
ولو عدنا إلى أداء كل لاعب في مباراة أول أمس، يمكن القول إن أغلبهم منح الانطباع الحسن، وأولهم الحارس مليك عسلة، الذي تمكن من الوقوف أمام حملات لاعبي المنافس بامتياز، حيث تمكن من صد أول لقطة في المواجهة عن طريق سليماني، وهي اللقطة التي جعلت دخوله المواجهة بالشكل اللازم، كما أنه ساهم في منح الثقة لزملائه في الخط الخلفي وبالشكل الذي ساهم في صمود الفريق، على الرغم من أن الهدف الذي سجله الشباب في الدقيقة الأخيرة، وبالتالي، يمكن القول إن عسلة بدأ يعود تدريجيا إلى مستواه المعهود الذي عرفه به أنصار الشبيبة سابقا.
الخط الخلفي أدى ما عليه على الرغم من هدف سليماني
وبالحديث عن الدفاع، يمكن القول إن التفاهم كان كبيرا بين العناصر المشكلة لهذا الخط، حيث يبقى أن نشير إلى أن الأخطاء الدفاعية قلت مقارنة بما كان عليه الحال في الفترة الفارطة، وهذا راجع للنصائح التي قدمها المدرب مزيان إيغيل بعد لقاء باتنة، وعلى الرغم من الهدف الذي سجله مهاجم الشباب إسلام سليماني، إلا أن هذا لا يعكس الإرادة التي لعب بها ريال والآخرون طوال اللقاء، حيث منعوا الفريق البلوزدادي من الاقتراب من مرمى الحارس عسلة على الرغم من الضغط الذي كان يفرضه لاعبو الفريق المنافس.
زياد، نساخ والعرفي برهنوا على تفاهم في الوسط
أما في وسط الميدان، فقد عرفت المواجهة دخول اللاعب زياد أجواء المنافسة أساسيا، بالإضافة إلى نساخ الذي لعب متقدما هذه المرة، مع تواجد العرفي، ما يمنح الانطباع بأن التفاهم سيكون السمة الغالبة بين هؤلاء، كما أن المنافسة ستشتعل لا محالة في المواعيد القادمة، الأمر الذي سيعود بالفائدة على الفريق القبائلي ككل وعلى اللاعبين على الصعيد الشخصي.
حماني وبولمدايس حاربا في الهجوم
وإذا تحدثنا عن مردود لاعبي الخط الأمامي، يمكن القول إنه كان إيجابيا إلى حد بعيد، وعلى الرغم من نقص الفرص الحقيقية للتسجيل، إلا أن الأكيد هو أن المستقبل سيكون أفضل بالنسبة لبولمدايس، حماني والآخرين، ولا بد من أن نشير في كل هذا، إلى أن العمل ولا شيء سوى العمل ما سيمكّن الشبيبة من إيجاد الطريق نحو المرمى.
مترف قاد هجمات الشبيبة بامتياز
ويواصل اللاعب حسين مترف في البرهنة على أنه صفقة مربحة، حيث تمكن من البرهنة على إمكاناته، كما برهن أيضا أنه في نسق تصاعدي مع مرور اللقاءات والمباريات، إذ قاد هجمات الفريق بشكل جيد، وقدّم كرات ثمينة للمهاجمين، ما يؤكد على أن اللاعب السابق لوفاق سطيف سيكون في الموعد ويقدم الإضافة المنتظرة منه في قادم المواعيد.
مسيرو الشبيبة: "نترك بوستر لضميره"
ولم ينس مسيرو الشبيبة أن ينددوا بالطريقة التي أدار بها الحكم بوستر المواجهة، خاصة بعد أن حرمهم من ركلة جزاء شرعية على حد قولهم في الشوط الأول لما تمت عرقلة اللاعب نبيل حماني في منطقة جزاء الشباب، حيث قال لنا أحد المسيرين في هذا الصدد: "الحكم كان حيلي في المواجهة، وفعل كل شيء من أجل أن لا نعود بنتيجة إيجابية، وخير دليل على ذلك، ركلة الجزاء التي حرم منها نبيل حماني في الشوط الأول، وهو ما جاء ليكشف نوايا هذا الحكم الذي نتركه لضميره".