لست من المزمرين للمدرب الجديد ولا من المنغمسين في التلدد بلحوم المدربين السابقين لكني مع الرجال الدين يقولون
ثم يصدقون ما قالو بالعمل و ضد من يحاولن ارضاء الناس و ارضاء الناس غاية لا تدرك ، بالامس القريب كانت التشكيلة
تطبخ بدهاليز مبنى الهداف و توضع توابلها بايدي بوحنيكة ، حينها كان كل لاعب يتصدر غلافها يضمن مكانته في التشكيلة
الاساسية والامثلة كثيرة حتى اصبح اغلب اللاعبين يلعبون بالاسم فقط و يتفنون في اغاضة اعصابنا وقتلها .
ليس عيبا ان تخفق ولكن العيب ان لا تتخد اسباب للنجاح ، العيب ان ترى كل شيئ ينهار امامك وانت تصر على الاستمرار
في نفس الدرب وبنفس الاخطاء ، حاليلوزيتش حل علينا بالامس القريب لكنه لم يمسك العصا من وسطها بل كان عند جراته
وتخلص من معرقلات النجاح فرمى بها ظهريا والتفت للعمل وفق ما تمليه الضرورة ووفق ما يمليه عليه تفكيره المهني
حاليلوزيتش اليوم اخرس الالسن و عقدها من الدهشة بعدما ابعد ركيزة من ركائز الفريق ، من كان يجرء على ابعاد زياني
والذي لا ينكر فضله على المنتخب الا جاحد ، زياني قدم الكثير للمنتخب و ضحى في سبيله لكن دوام الحال من المحال فاليوم
زياني تراجع اداؤه لن نبخل عليه بتشكراتنا ولن ننسى له صنيعه لكن حان الوقت ليترك الفرصة لغيره فلو دامت لغيره
لما وصلت اليه ، خطوة كهده لم يجرء عليها الا حاليلوزيتش في طريقه لاستسباب مقومات النجاح ، لم يكن احد غيره
ليوجه الدعوة الى لاعب صاعد من الاقسام الدنيا لانه خطوة جريئة لا يقدر عليها الا من يسعى للنجاح ، فلاعب الحراش لم
ياخد بحظه من مديح الهداف واخواتها لكن اعين حاليلوزيتش تقرء الميادن لا الجرنان و هي نقطة اخرى تحسب له لانه اجتهد
ومن اجتهد واصاب فله اجرين ومن اجتهد واخطء فله اجر واحد ، خريطة تشكيلة المنتخب اصبحت لا تحتكم لبيانات غير
الربان و هي بوادر نجاح يتلءلؤ في الافق .
الرجال تقاس بمواقفها والمدربين بقدرتهم على المغامرة و تحمل المسؤولية في مغامرات محفوفة بالمخاطر و ليس المدرب
من يبني طريقه على بقاي طريق غيره بل من يتمسك بالصالح ليبحث بنفسه عن منهجه لتحقيق الاهداف المرجوة
حاليلوزيتش بخرجته اعطى اكبر مثال للمدرب الخلاق والقادر على رفع التحدي والباحث عن اسباب النجاح وليس
الباحث عن ارضاء المزمرين والمطبليين فردوها عليه ان استطعتم. لكن يوجد شيء آخر وهو المنهجية التكتيكية التي لا نستطيع أن نحكم على المدرب في ثاني خرجة مع المنتخب بل يتعدى ذلك إلى أربع أو خمسة مقابلات تقبلوا تحياتي