عيدكم سعيد إخوتي في الله نسأله تعالى أن يعيده علينا و على الأمة الإسلامية بالخير و البركات
يـروى أنـ
يروى انه في عهد الأئمة الأربعة احتير الأهل من غلام لم يتوقف عن البكاء و لا يريد الكلام
أو حتى الإيضاح عما يزعجه أو يغضبه، فأتوا بداعية و شيخ فاضل يعرفه الغلام و من المقربين
منه ، فسأل الغلام عن ما أصابه ليهمس الطفل في أذنه بأنه فوت صلاة الصبح و استمر إجهاشه
، حتى بادله الشيخ بالهمس هذه المرة لينفجر ضحكا فرحا و كأنه ليس الفتى الذي كان يبكي منذ مدة
، و حين سأل الأهل الشيخ عن ما قال له لدرجة انه قلب كيانه مرة واحدة ، فأجابهم بأن الغلام بكى لأن
صلاة الصبح فاتته في وقتها و قد وعده بأن يعوضها إن شاء الله في الليل بالقيام .
للإشارة فإن هذا الفتى أصبح فيما بعد من الدعاة
هو حال المرأة في ذلك الزمان فقد كونت أجيال متتالية منها جيل الشيخ و جيل تلميذه
يحكـى أنـ
أما الآن و في عصر زادت معرفتنا بكل شيء و وعينا لكل شيء لتوفر جميع متطلبات ذلك و أكثر ، إذ
يحكى أن أبا أخذ معه إبنه للملعب ليستمتعا في أمسية عائلية على أنغام لمسات لاعبي ناديهم المفضل ،
ليفاجآ بكلام يستحي العاقل و صديقه من سماعه ما بالكم بأب و فلذة كبده ، ليس لسبب إلا لأن فريقهم مني بهدف
و لم تنتهي المباراة و لم تحسم الأمور بعد ، في حين أن العائلة بدورها قابلت التلفاز أيضا علها ترى أفرادها بين
الجماهير ، فصعق الجميع لمستوى الانحطاط الذي وصلنا له في حين أن الغلام نفسه لو لم يكن مع أبيه لربما انجر
هو الآخر و فعل الشيء نفسه مثله مثل أمثلة كثيرة و الحال على الجميع
فقد غاب الوعي و سادت الهمجية فباتت ردود الأفعال تعكس صورة التخلف الواضح الذي طغى على المجتمع
بشكل عام ، فتاه الأب و غرق في لقمة الخبز و ترك مستقبله أو البذرة الصالحة و مستقبل الجيل و الجزائر
على حافة آيلة للسقوط
و لا يختلف الحال عن المرأة و الأم التي غاصت في المكسيكي و المصري و السوري ثم الآن التركي ناهيك
عن الحرية أو المساواة فهي ملكة زمانها معززة مكرمة إلا إن أرادت السير عكس التيار
، فكان بعائلات كثيرة أن تشرب من كاس ملئا علقم .
في حين انه لو فكر هؤلاء بحكمة و ليس بذكاء لوجدوا أن التعبير و الانفعال حق مشروع ، لكن المطالبة يجب
أن تعكس صورة الإنسان المتحضر و الواعي و الوفي كالأولترات مثلا التي بإمكانها إيصال رسالتها بشعارات
و بطريقة واضحة و مفهومة لا لبس فيها تصل الكل ، و يأتي الرد عاجلا هذا أكيد خوفا من خطوة أخرى
بينما الآن تسقط الحقوق تباعا قبل وصول المبتغى لأننا برهنا أننا لا نختلف عنهم فخسرنا كل شيء