منذ أن تخطي الثنائي البيضاوي الرجاء و الوداد المغربيان في دور الثمانية وقبل النهائي ثم أحرز لقبه الثاني في كأس العرش المغربي بفارق الركلات الترجيحية علي حساب الجيش الملكي الضلع الثالث لمثلث الكبار في الكرة المغربية عام 1988 ,صام فريق المغرب الفاسي عن إحراز أي لقب قبل أن يعود أمس ويتوج بأول ألقابه الإفريقية بنفس الطريقة علي حساب الإفريقي التونسي.
زملاء القائد رشيد الدحماني استحقوا الكأس عن جدارة واستحقاق ووقفت عدالة السماء معهم في ضربات الترجيح بعد أن حرمهم الدولي السنغالي بدارا دياتا من هدف صحيح أحرزه السنغالي موسي ديوب من تسديده رائعة قبل وقت قليل من هدف الفوز الذي أحرزه المهاجم المالي موسي تيجانا في الوقت المحتسب بدل الضائع من اللقاء الذي أقيم علي الملعب الكبير في مدينة فاس و حضره قرابة الخمسين ألف من أنصار النمور الصفراء.
فريق عريق
تأسس المغرب الفاسي عام 1946 و يعتبر من أهم الأسماء في تاريخ كرة القدم المغربية حيث قدم للكرة في البلد العربي الشمال إفريقي صاحب التقاليد الكروية العريقة أسماء كبيرة بداية من الحارس الهزاز و حتى بطل موقعة أمس أنس الزنيتي الذي تصدي ببسالة وشجاعة للضربة السابعة للإفريقي التي نفذها زياد الزيادي قبل أن ينبري بنفسه للركلة الأخيرة لفريقه و ينجح في تحويلها في الشباك مانحاً الفرحة و الفخر لآلاف الأنصار داخل ملعب اللقاء و ملايين المغاربة في كل ربوع المملكة و خارجها.
مع الهزاز والزنيتي قدم الفريق الشهير بلقب (الماس) عديد الماسات للكرة في بلاده كاليمان و التازي و الزهراوي من جيل نهاية السبعينات و بداية الثمانينات من القرن الماضي ومعهم من الجيل الحالي العملاق الدولي خالد فوهامي حارس "أسود أطلس" السابق وزملاءه طارق السكتوي و عبدالكريم قيسي و أكرم الروماني و عبدالسلام بن جلون و بينهما قدم عزيز و عبدالرحمن السليماني و عبدالسلام بونو و فتاح الغياتي و الرواضي و الأشهبي و مجيد شاكر و مرزاكة و حاسي و الحراس الكبار الكتامي و التاكناوتي و الرفاهية.
علي صعيد البطولات أحرز المغرب الفاسي بطولة الدوري المغربي في أربع مناسبات(1965 - 1979- 1983 - 1985) بالإضافة إلي لقبين لكأس العرش عامي 1980 و 1988 وأبقي كأس الكونفدرالية الإفريقية في الخزائن المغربية للمرة الثانية علي التوالي و الخامسة في تاريخ الأندية المغربية بعد أن سبق لأندية الكوكب المراكشي و الرجاء و الجيش الملكي و الفتح الرباطي أن أحرزت البطولة أعوام 1996 و 2003 و 2005 و 2010.
الطاوسي يدخل التاريخ
رشيد الطاوسي المدير الفني للمغرب الفاسي دخل تاريخ المدربين المغاربة من الباب الكبير بعد أن أصبح رابع مدرب وطني يقود أحد الأندية للفوز بهذا اللقب الثمين بعد الثلاثي الحسين عموته الذي قاد فريق الفتح للفوز باللقب في النسخة الماضية ومن قبله عبدالقادر يومير و محمد فاخر اللذين قادا الكوكب المراكشي و الجيش الملكي للفوز بلقبي 1996 و 2005.
الطاوسي الذي قاد منتخب المغرب للشباب للظفر بكأس إفريقيا عام 1997 بعد فوزه علي جنوب إفريقيا بهدف دون رد مع جيل طارق الجرموني و محمد خربوش و يوسف سفري طارق السكتيوي و عادل رمزي والراحل هشام الزروالي, و شارك معه في نهائيات كأس العالم للشباب في ماليزيا في نفس العام وبلغ الدور الثاني بعد فوز علي أصحاب الأرض بثلاثية مقابل هدف و تعادلين مع بلجيكا وأورجواي ثم خسارة صعبة بعد وقت إضافي أمام أيرلندا (1-2), خاض العديد من التجارب في حقل التدريب بعدها مع عديد الأندية في المغرب وخارجها كما تولي مهام مدرب "أسوط أطلس" صحبة المدرب الفرنسي الشهير هنري ميشيل, قبل أن يحط الرجال مع المغرب الفاسي بداية الموسم الماضي و حصد معه المركز الثاني في الدوري المغربي بعد أن جمع 53 نقطة وبفارق سبع نقاط عن الرجاء (البطل) و حقق معه نتائج رائعة مع الكبار منها فوزه علي الرجاء و الوداد وتعادله مع الجيش الملكي في الدور الأول, وجاء بلوغ الفريق مع هذا الرجل لنهائي كأس العرش و خسارته بصعوبة أمام الفتح الرباطي بهدف لهدفين ليؤكد نجاحه الكبير و قدرته علي صنع الفارق كمدرب وطني قدير أصبح قاب قوسين أو أدني من إحراز لقبين في موسم واحد بعد أن بلغ نهائي كأس العرش و ينتظره لقاء مع المكناسي في المباراة النهائية في وقت لاحق.
18 لقاء و 1620 دقيقة لمعانقة اللقب
منذ لقاءه أمام كراكي البنيني خارج قواعده في الدور التمهيدي للبطولة في التاسع و العشرين من يناير الماضي الذي تعادل خلاله (1-1) وسجل له مهاجمه المالي موسي تيجانا الهدف الوحيد وحتى لقاءه الأخير في إياب النهائي علي أرضه و بين جماهيره أمام الإفريقي أمس (الأحد) الذي حسمه بهدف سجله نفس اللاعب,خاض زملاء النجم طارق السكتيوي مشوار صعب و حافل لمعانقة اللقب الثمين.
18 مباراة لعبها الفريق حقق خلالها 10 انتصارات منها إثنين خارج الديار علي فريق الساحل من النيجر في الدور الأول و شبيبة القبائل الجزائري في الجولة الخامسة للمجموعة الثانية في دور الثمانية الذي لم يخسر خلاله الفريق أي لقاء وجمع 14 نقطة منحته صدارة أكثر الأندية نجاحاً في المجموعتين كما تعادل الفريق خلال مسيرته نحو التتويج في 4 مباريات و خسر في مثلها.
علي صعيد الأهداف سجل الفريق 25 هدفاً بواقع 5 أهداف لطارق السكتيوي و مثلها لحمزة أبورزوق و 4 أهداف لشمس الدين الشطيبي صاحب هدف التأهل الذهبي علي حساب إنتر كلوب الأنجولي في قبل النهائي,فيما سجل الرباعي محمد الشيحاني و عبد الهادي حلول و المالي موسي تيجانا و السنغالي قادر فال هدفين واكتفي الثلاثي إدريس بلعمري و محمد علي بامعمر و المهدي الباسل بهدف وحيد.
شباك الفريق استقبلت خلال مشواره في البطولة 12 هدف منها هدفين في دوري المجموعات منحته صدارة أقوي خطوط الدفاع بين الأندية الثمانية التي شاركت في هذا الدور و هو أمر يؤكد قيمة الصلابة الدفاعية في إحراز الألقاب بالنسبة للأندية و المنتخبات.
المغرب تقلص الفارق مع تونس
جاء فوز المغرب الفاسي علي شقيقه الإفريقي التونسي ليرفع عدد تتويجات الأندية المغربية إلي الرقم 5 و يقلص الفارق للقبين بينها و بين الأندية التونسية التي توجت باللقب في سبع مناسبات بواقع ثلاثة ألقاب للنجم الساحلي ومثلها للصفاقصي و لقب وحيد للترجي الرياضي الذي يستضيف المغرب الفاسي في نهائي كأس السوبر الإفريقي في شهر فبراير المقبل في رادس.
كان الكوكب المراكشي أول ناد مغربي يفوز بلقب هذه البطولة علي حساب فريق تونسي هو النجم عام 1996 ثم عاد عريق مدينة سوسة ورد الدين وأحرز لقبه الثاني في البطولة بعدها بعامين علي حساب الوداد البيضاوي أعقبها بلقبه الثالث علي حساب الجيش الملكي عام 2006 بعد تعادله بهدف لمثله في لقاء الذهاب في المغرب سلبياً في لقاء الإياب بتونس.
لم تقف الأندية المغربية مكتوفة الأيدي وهي تشاهد النجم يفتك لقبيه من بين براثنها و ردت اعتبارها بلقبين متتاليين من بين أنياب أندية شقيقتها التونسية عندما أحرز الفتح الرباطي لقب العام الماضي علي حساب الصفاقصي بعد تعادله علي أرضه سلبياً ثم فوزه علي ملعب الطيب المهيري في عاصمة الجنوب التونسي بثلاثة أهداف لهدفين قبل أن يسير المغرب الفاسي علي نفس النهج ويحرز لقب هذا العام علي حساب أبناء المدرب الكبير فوزي البنزرتي الذي قاد الترجي للقبه الأول في بطولة أبطال الدوري عام 1994 علي حساب الزمالك المصري ثم حرمه تألق الحارس الشاب أنس الزنيتي من مواجهة فريق باب سويقة في السوبر الإفريقي.
يبقي أن نوجه من خلال الموقع العربي الرياضي الأول التهنئة لنجوم فريق المغرب الفاسي و جهازهم الفني و الإداري و الطبي و مجلس إدارة النادي برئاسة مروان بناني دون أن ننسي جماهيرهم الرائعة و المخلصة التي شجعتهم بحماس فكان هذا الإنجاز الفريد لممثل هذه المدينة التاريخية المجيدة.