طوت مولودية الجزائر صفحة مشاركتها في رابطة أبطال إفريقيا سهرة أول أمس بفوز عريض لم يحلم به أشد المتفائلين على حساب الوداد البيضاوي المغربي بثلاثية مقابل هدف واحد،
ورغم أن هذا الفوز لم يغيّر في الأمر شيئا مادام العميد خسر رهان التأهل قبل الجولة الأخيرة إلا أنه منح المولودية أمورا كثيرة أبرزها إحترام كل الأفارقة الذين أشادوا بنزاهة المولودية، كما أعاد الثقة بين الفريق وجمهوره العريض من جهة وسمح للمدرب عبد الحق بن شيخة بإسترجاع بقايا شعبيته الضائعة بعد الخسائر المتتالية التي تكبّدها مع المنتخب والمولودية.
رغبة الثأر ظهرت منذ البداية
ورغم أن بعض المقربين من بيت العميد كانوا يتوقعون أن يدخل زملاء عطفان مباراة الوداد البيضاوي بعيدا عن أي ضغوط بحكم أنهم فقدوا آخر حظوظهم في التأهل عقب الخسارة أمام الترجي، إلا أن الحرب النفسية التي شنها الأشقاء المغاربة الذين ظلوا يتحدثون عن تلقي المولودية تحفيزات من المصريين والتوانسة والحرب المضادة التي كانت تأتي من مصر وتتحدث عن تنازل العميد عن نقاط المواجهة مقابل إغراءات مالية وضعت اللاعبين تحت ضغط رهيب ضاعفته مأدبة العشاء التي نظمها المسيرون على شرفهم أين طالبوهم بالفوز لأجل رد الاعتبار والدفاع على سمعة الجزائر، وهو ما حفز زملاء بصغير أكثر وجعلهم يدخلون أرضية الميدان مدججين بالوطنية وظهرت رغبتهم في الفوز منذ البداية من خلال الأداء البطولي الذي قدّمه أغلبية اللاعبين.
ثلاثية متأخرة أكدت أن الكبير يمرض ولا يموت
وإذا كان واقع المولودية في رابطة أبطال إفريقيا يجعل من الصعب على من لم يشاهد المباراة أن يصدق أن زملاء بابوش قصفوا الوداد بثلاثية لم يسجلها العميد في خمس مباريات، إلا أن حقيقة الميدان أكدت أن رجال المولودية أدوا مباراة مثالية وسجلوا فعلا 3 أهداف تداول عليها بابوش وأسالي اللذين أكدا من خلال الإستفاقة المتأخرة أن المولودية فريق عريق ولديه تقاليد كبيرة وأن الفريق الكبير يمرض ولا يموت ولا تدري متى يستعيد ذاكرة الانتصارات.
الشعب يريد (4-0) تؤكد عودة الثقة بين "الشناوة" واللاعبين
كما سمح الفوز العريض لمولودية الجزائر على حساب الوداد البيضاوي بعودة الثقة بين اللاعبين وأنصارهم الذين كانوا في قمة الغضب بعد الخسارة المذلة في تونس أمام الترجي برباعية، وقد جاءت الأغنية التي كان يرددها "الشناوة" من مدرجات 5 جويلية بعد هدف بابوش "الشعب يريد 4-0" لتؤكد أنّ "الشناوة" لديهم ثقة شديدة في فريقهم ويؤمنون بأنه قادر على الفوز بأي نتيجة خاصة لما يكون اللاعبون محفزين ويتعلق الأمر بنزاهة الجزائر وتكون النجمة والهلال في اللعب.
المولودية خسرت التأهل لكنها بطلة النزاهة دون منازع
وبقدر ما فرح اللاعبون بفوز رد الاعتبار للجزائريين أمام جيرانهم ووضع حدا لسيطرة المغاربة على تاريخ مواجهاتهم مع الجزائريين بقدر ما ندموا على الطريقة التي ضيّعوا بها تأشيرة التأهل إلى المربع الذهبي، لأن الفرق الأخرى لم تكن أحسن من المولودية وما صنع الفارق هي مقوماتها المادية والبشرية وخبرة لاعبيها كما صرح به لنا كودري، لكن المسيرين طالبوا لاعبيهم بأن يفرحوا كثيرا لأن فريقهم فاز بلقب "بطل النزاهة" المعنوي وهي شهادة جاءت من كل الأفارقة الذين رفعوا القبعة لزملاء عطفان.
زكريا ناصف: "حياتو يجب أن يمنح جائزة الروح الرياضية لـ بن شيخة ولاعبيه"
وفي تصريح يعكس مدى الاحترام الذي أصبح يحظى به ممثل الجزائر الوحيد عقب لعبه النزيه أمام الوداد البيضاوي صرح المصري زكريا ناصف محلل الجزيرة الرياضية عقب نهاية المواجهتين بأن بطل الجولة الأخيرة هو مدرب مولودية الجزائر الذي عرف كيف يحفز لاعبيه ويحوّلهم إلى محاربين، وقال: "قبل أن أهنئ الترجي التونسي والوداد المغربي على تأهلها دعوني أهنيء الجزائريين وخاصة مولودية الجزائر على نزاهتها، فقد أعطونا اليوم درسا جديدا في اللعب النظيف، أشكر بن شيخة الذي عرف كيف يبعد لاعبيه عن الضغوط ويمنحهم روحا جديدة جعلتهم يتسيّدون الميدان ولو كنت مكان حياتو لخصصت جائزة للروح الرياضية ومنحتها لـ بن شيخة ولاعبيه لأنهم كانوا فعلا أبطالا في النزاهة".
ليس من السهل أن تكسب احترام المصريين، التوانسة والمغاربة في الوقت نفسه
ويبقى تصريح زكريا ناصف نموذجا بسيطا من التصريحات التي تحمل في طياتها الكثير من لغة الاحترام والإشادة بنزاهة لاعبي العميد ومدربهم عبد الحق بن شيخة، حيث أن القنوات المصرية الخاصة أو العمومية وخاصة قنوات الأهلي، مودرن سبورت والنيل الرياضية وحتى القنوات التونسية والمغربية ثمنت الروح التي لعب بها الجزائريون وأكدت أنه لو تلعب كل فرق القارة بنزاهة العميد لكانت أسهم "الكاف" أعلى من أسهم بقية الهيئات الكروية.
حتى بن شيخة رد الاعتبار لنفسه ولقي إشادة الجميع
وإذا كانت المولودية قد ربحت ثقة واحترام الأفارقة ولقيت إشادة واسعة من الجيران فإن أكبر الفائزين أول أمس كان المدرب عبد الحق بن شيخة الذي حقق أول فوز له مع العميد منذ إلتحاقه بالعارضة الفنية بعد عيد الفطر المبارك وكسب بذلك ود "الشناوة" الذين رددوا اسمه مطولا في أول لقاء بينهما، كما عرف "الجنرال" كيف يعيد رفع أسهمه من خلال الإشادة التي لاقاها حتى من المغاربة بعد التصريحات التي أدلى بها الحارس الودادي نادر المياغري والمدرب دو كاستيل اللذان أكدا أن حنكة بن شيخة ظهرت في مواجهة أول أمس وأنه عرف كيف يترك لمسته ويحفز لاعبيه رغم مرور 10 أيام فقط على مباشرة مهامه بصفة رسمية.