موضوع اليوم سيركز على نقطة شديدة الأهمية والتي يقع في لبسها الكثيرون ويوميا ولذا قد لا يعون جيدا مخاطرها خاصة وان سلبياتها نعايشها يوميا وتؤثر في كل المجالات والقطاعات .
تنتشر عادة هذه الظاهرة في دولة الأشخاص وليست دولة المؤسسات وفي الجزائر هذه الظاهرة تعرف رواجا وانتعاشا قل نظيره في العالم ولنحصر تركيزنا على المجال الرياضي احتراما لاختصاص المنتدى.
تعرف الرياضة في الجزائر ركودا غير مسبوق ربما منذ الاستقلال قياسا لحجم الإمكانات ليست المتوفرة فحسب بل التي تصرف يوميا وشهريا وسنويا ...وهنا الركود مقصود به النتائج المحققة .
قبل سنوات كنا عندما نبكي تسكتنا العاب القوى وعندما تأفل العاب القوى تناجينا الملاكمة وعندما نتحصر تظهر كرة اليد وهكذا مع التأكيد أن ما يتحقق هو الاستثناء دائما وبمبادرات فردية وإرادة زائدة وليس نتيجة لأي عمل قاعدي ممنهج ومدروس ...
عندما نلتفت إلى اقرب الجيران نستفيق وتأتينا الجرأة لطرح السؤال البريئ : من المسؤول ؟؟
تعلمنا من الشعوب المتحضرة وشبه المتحضرة أن المنصب يعني مسؤولية والمسؤولية تعني تقييم للنتائج والتقييم يعني مكافأة الناجح ومعاقبة الفاشل والشد على أيدي المجتهد إلى أن يثبت عجزه ...
لكن عندنا الأمر يخرج على كل الأعراف الأرضية والشرائع السماوية والإجراءات المنطقية الموضوعية فنحن لا نكتفي بغض الطرف عن الفاشل بل في حالات كثيرة نعمل على ترقيته ...إنها صناعة الإخفاق بامتياز
إذن لماذا هذه السياسة ؟؟ لا أريد الإجابة
وأعود لفكرة الموضوع ...عندما يحاول المجتمع عبثا ونادرا التساؤل وليس المسائلة يصطدم بإجابة جاهزة "السيد خاطيه"
هذا يعني أن السيد مفعولا به ...وعند البحث عن الفاعل ستتفاجئ كونه أيضا مفعولا به وهكذا فكثر المفعول بهم ولكن لم نجد الفاعل، وتجد نفسك تصعد سلما أولا محفوفا بالمخاطر وثانيا لا نهاية له وثالثا هناك تداخل كبير وفي عدة مستويات بين الفاعل والمفعول به
لأنه في كل مرة هناك فاعل وعلى الأقل على المستوى الإجرائي الظاهر ...إذن نحن نبحث عن الفاعل الأول ...
سأعطي مثال ثم أعود للفاعل الأول :
عندما يشيد رئيس اتحادية بالإمكانات التي سخرتها الدولة ويعد بتحقيق ميداليات في منافسة قادمة ولكنه يأتي ليس فقط بصفر ميدالية ولكن بمراتب أخيرة حيث تتفوق عليه دول مجهريه كجاميكا وكينيا وسريلانكا ستتعب في البحث عنها على أقرب خارطة لك ...مع ذلك ستظن براءة أن المسؤول سيستقيل لكنه لا يفعل وأفضل شيء يحترم به الشعب حسب ظنه هو تجهيز التبريرات ...اذن نحن نطالب بالاستقالة وليس كيف صرفت أموالنا فنحن لا نتجرأ على ذلك ...لكن سنجد صديقنا يتصدر المشهد في منافسة قادمة ...
وهنا نعود للثنائية الجميلة المعبرة من يحاسب من ؟ ...ولان المن الأولى تعني الدرجة الثانية من السلم والثانية تعني الأولى ولان الأمر لا ينتهي هنا بما أن السلم طويل فببساطة لا تنتظر أي محاسبة ...
العنصر الأكثر أهمية هنا والذي يلعب دور المفعل لكل هذه الخروقات العقلية هو أن الكل مستفيد والكل فاعل في مرحلة ما ...ومقدار كونه فاعل لا يتم حفظه إلا بمقدار ما يقدمه كمفعول به أيضا ...وهكذا ...انها لعبة مصالح بامتياز ...قذرة طبعا
لن أطيل عليكم ...وسأختم باعراب الفاعل الاول :
الفاعل الاول في الجزائر يُعرب : ضميرا مستترا جوازا ووجوبا تقديره هم وهو وهن ولا يجب ان تتجاوز ذلك ...والاستتار هنا ذو أهمية كبيرة ...
الان سأسألكم سؤالا بسيطا :
عرفنا الفاعل وعرفنا المفعول به ...ولكن في رأيكم من المفعول فيه ؟
انتظر إجاباتكم من خلال تفاعلكم وستُقبل الاجابات التقريبية
في الاخير
أرجوا أن تتذكروا هذا الموضوع طويلا وتتمعنوا فيه واعتبروه هدية مني إليكم.